16
تعد الغابة في جهة سوس – ماسة – درعة بمثابة حاجز طبيعي أمام التصحر والتعرية، بما فيها المائية والريحية، كما أنها تلعب دورا أساسيا على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.
رغم وجود تنوع غابوي جهوي مهم (الأركان، البلوط، العرعار، الصنوبر)، فإن شجر الأركان يبقى هو السائد داخل الجهة.
فعلى الصعيد الوطني، تمثل غابة الأركان 7% من المساحة الغابوية الوطنية، ويتواجد جزء كبير من هذه المساحة بجهة سوس –ماسة– درعة، بالخصوص داخل سهل سوس – ماسة، وعلى سفوح الأطلس الكبير الغربي، ويشغل بذلك مساحة تقدر بحوالي 730.127 هكتار، هذه الأخيرة تتوزع على المناطق التالية التي تشكل سهل سوس: ولاية أكادير، إقليمي تارودانت وتزنيت. فغابة الأركان تضمن استقرار السكان القرويين وذلك لما توفره من كلأ لماشيتهم وموارد غذائية (الزيت) وكذا الخشب لأغراض منزلية (الطهي والتدفئة). كما أن زيت الأركان أصبح يستعمل في مواد التجميل، وذلك لتوفره على نسبة عالية من الحامض المدمس. ورغم كل هذه المزايا، فإن شجر الأركان يعتبر موردا أساسيا ودخلا لا يستهان به للسكان المحليين. فهذه الشجرة، التي طبعت منذ قرون المجال الطبيعي والثقافة البربرية الجهوية، أصبحت في الوقت الراهن مهددة بالاستغلال المفرط للفلاحة والرعي، فحمايتها وصيانتها بشكل مستديم رهينان بوعي رجل الجنوب والدولة معا. ومن هذا المنظور، يجب وضع قانون يحمي هذا التراث العالمي وذلك بخلق " محمية للبيو غابة الأركان" بالمنطقة.
ليست شجرة أركان بمنطقة سوس مجرد شجرة عادية بقدر ما هي رمز هوية وانتماء يعتز بها المغاربة بصفة عامة والسوسيون بصفة خاصة؛ باعتبارها شجرة تنفرد بها المنطقة وتميزها عن سائر بقاع العالم.
شجرة الأركان
ليست شجرة أركان بمنطقة سوس مجرد شجرة عادية بقدر ما هي رمز هوية وانتماء يعتز بها المغاربة بصفة عامة والسوسيون بصفة خاصة؛ باعتبارها شجرة تنفرد بها المنطقة وتميزها عن سائر بقاع العالم. وتغطي هذه الغابات بالمنطقة الجنوبية مساحة تناهز000 800 هكتار أي 64 % من المساحة الإجمالية لغابات عمالات وأقاليم أكادير إداوتنان - إنزكان أيت ملول - اشتوكة أيت بها - تزنيت - كلميم - تارودانت - والصويرة. ونظرا لاستغلال أراضي غابات أركان سهل سوس والضغط الممارس عليها عن طريق قطع الأشجار، والرعي، أصبح المجال الغابوي لأركان مهددا بالانقراض مما يستدعي وضع استراتيجية شاملة تهدف الحفاظ على هذه الشجرة الرمز. والزائر لبيوت سوس لن تفوته فرصة ملاحظة زيت أركان على موائد الطعام التي يفتخر بها السوسيون ويقدمونها لضيوفهم عربونا للترحيب.والأهم من كل هذا أن عملية استخراج لتر واحد من زيت أركان تتطلب متوسط عمل يقدر بـ 20 ساعة، ذلك أن العملية تبدأ بجني ثمار شجر الأركان حيث تعمل النساء على فصل الحب من القشور ليتم بعدها تكسي الحب للحصول على نوى تحمص وتسحق في رحى تقليدية "أزرك" لنحصل حينها على عجينة "تزكموت" تدعك بالماء قبل الحصول على زيت أركان صافية لا توظف فقط في الأكل وإنما لأغراض تجميلية وصحية. فهذه الشجرة يعتز بها الكاديري ويتغنى بها شعراء المنطقة كلما سنحت الفرصة لأن في انقراضها قضاء على خصوصية من خصوصيات المنطقة.
تقع غابة أركان أدمين في الجزء الشمالي من سهل سوس، وتمتد إلى إقليمي أيت ملول – انزكان واشتوكة – أيت باها في الجنوب والجنوب الشرقي ويعتبر تدخل الإنسان والنشاط الرعوي المفرط وكذا " مطار المسيرة " الحديث العهد الذي تم تشييده على حساب الغابة من أهم العوامل التي تساهم في تدهور الغطاء الغابوي الشيء الذي أدى إلى تقلص مساحات مهمة من غابة الأركان بإقليم أيت ملول – إنزكان وجماعات سيدي إفني وتمسيا.
لقد منح ظهير 4 مارس 1952 المتعلق بالاستغلال المجالي للغابة بالمغرب حق الرعي، مع حق استغلال الأرض للزراعة، للسكان المحليين، فنتج عن هذا الاستغلال المفرط الإخلال في التوازن المجالي الغابوي واستغل المنتفعون هذا الحق بشكل اعتباطي، فأصبحوا يتصرفون فيه كملاكين لهذا المجال وليس كمنتفعين.
وبالتالي تنامت الدوائر السقوية بالجهة مما أدى إلى تدهور الغطاء الغابوي، حيث يتم إتلاف أزيد من 500 هكتار سنويا من المجتل أي بنسبة 2.3% من مجموع مساحة الغابة.
ويلعب النشاط الرعوي المفرط دورا مهما في القضاء على أشجار الأركان، بحيث يحد من تجديد وإحياء الغطاء الغابوي، هذا فضلا عن زراعات البيوت المكيفة والضخ الكثيف والتمدن العشوائي وكذا تشييد "مطار المسيرة" حيث تم اجتثاث حوالي 815 هكتار من غابة أدمين، الشيء الذي أدى إلى الإخلال بالتوازن البيئي للغابة. إن تدهور غابة "أدمين" ما هو إلا صورة عما يعرفه المجال الغابوي بجنوب المغرب من خروقات تحد من الرصيد الغابوي.
وتعترض أشجار غابة أدمين صعوبات مرتبطة أساسا بالتقنيات الفلاحية والإجثثاث المفرط بالإضافة إلى العوامل ذات الطابع السوسيو اقتصادي. لكن يمكن الحد من تدهور غابة أدمين، إذا كان المواطنون يستغلون أخشابها، وأوراقها لأغراض التدفئة والطهي وككلأ لماشيتهم؟
ويلعب النشاط الرعوي المفرط دورا مهما في القضاء على أشجار الأركان، بحيث يحد من تجديد وإحياء الغطاء الغابوي، هذا فضلا عن زراعات البيوت المكيفة والضخ الكثيف والتمدن العشوائي وكذا تشييد "مطار المسيرة" حيث تم اجتثاث حوالي 815 هكتار من غابة أدمين، الشيء الذي أدى إلى الإخلال بالتوازن البيئي للغابة. إن تدهور غابة "أدمين" ما هو إلا صورة عما يعرفه المجال الغابوي بجنوبالمغرب من خروقات تحد من الرصيد الغابوي.
وتعترض أشجار غابة أدمين صعوبات مرتبطة أساسا بالتقنيات الفلاحية والإجثثاث المفرط بالإضافة إلى العوامل ذات الطابع السوسيو اقتصادي. لكن يمكن الحد من تدهور غابة أدمين، إذا كان المواطنون يستغلون أخشابها، وأوراقها لأغراض التدفئة والطهي وككلأ لماشيتهم؟